خرجت مع جعفر من الزاوية..
ولم أشأ أن أسأله عن وجهتنا.. فسار بي حتى وصلنا إلى السوق.. فقال في مدخلها
بروحانية عميقة: (باسم الله اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك
من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينا فاجرة أو صفقة خاسرة)،
فسألته عن هذا الدعاء، فقال: لقد كان كان رسول الله (ص) يقول
هذا إذا دخل السوق([95]).
قلت: فما سره؟
قال: العارف بالله هو الذي
يرى أن الفاعل الوحيد في الكون هو الله([96])..
فلذلك يسأله أن يفيض عليه من كل خير يحتاجه، ويقيه من كل شر يتربص به.
سرنا داخل السوق، فرأيته
يسلم على كل من لقيه.. فسألته عن ذلك، فقال: السلام من أسماء الله.. والعارفون
بالله ينشرون هذا الاسم في كل المحال، ويفشونه بين كل الناس، اقتداء بسنة رسول
الله (ص) وائتمارا بأمره.. ففي
الحديث: (أمرنا رسول الله (ص) بسبع: بعيادة
المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس ونصر الضعيف وعون المظلوم وإفشاء السلام
وإبرار القسم)
وفي حديث آخر قال (ص): (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى
تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)([97])
وفي حديث آخر قال (ص): (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام
وصلوا