بجميع حاجتي عالم،
وإنك على نجحها قادر، اللهم أنجح الليلة كل حاجة لي، ولا تزدني في دنياي، ولا
تنقصني في آخرتي)
سألت جعفر عنه، فقال: لقد
كان رسول الله (ص) يقول هذا الدعاء
إذا أمسى، وإذا أصبح([71]).
قلت: فما سره؟
قال: هو الرجوع إلى الله
واللجوء إلى الله.. حتى لا ينحجب المؤمن بصباحه أو مسائه عن ربه.. وهو بذللك
الدعاء الذي يستغرق الحاجات يملأ المؤمن بالطمأنينة والسكينة والأمل.. فيقبل على
الحياة، وهو يعلم أنه في حمى إله رحيم يتكفل بحاجاته ومطالبه، فيحققها له أوفى ما
يكون التحقيق.
بعد أن ردد ذلك الجمع
الطيب تلك الأذكار الخاشعة، انصرف كل إلى سبيل من السبل.. وكان من بينهم جمع
انصرفوا إلى شيخ جلس في ركن من أركان الزاوية، وقد كان ذلك الجمع يحمل حقائب تدل
على كونهم على أهبة سفر.
سرت مع جعفر حيث ساروا،
فرأيناهم يجتمعون إلى شيخ يعلمهم كيف كان رسول الله (ص) يذكر
الله في سفره..
قال الشيخ: لقد كان رسول
الله (ص) يذكر الله في كل أحواله..
وفي السفر الذي تتشعب فيه أودية الإنسان ولطائفه كان رسول الله (ص) يجتمع على ذكر الله ودعائه ومناجاته..
ومما حفظت لنا السنة في
هذا المجال ما حدث به أمير المؤمنين وباب مدينة العلم علي عندما قال: كان رسول
الله (ص) إذا أراد سفرا قال:
(اللهم بك أصول، وبك أجول، وبك أسير)([72])
وحدث ابن عباس عن سنته (ص) في ذلك، فقال: كان إذا أراد رسول الله (ص) أن يخرج في السفر قال: (اللهم أنت الصاحب في
السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك الضبنة في السفر، اللهم إني أعوذ بك
من وعث السفر، كآبة المنقلب، اللهم اقبض لنا