أخذ الجمع يردد: (اللهم
إني أعوذ بك من فجاءة الخير، وأعوذ بك من فجاءة الشر)، فسألت جعفر عنه، فقال: لقد
حدث أبو هريرة أن رسول الله (ص) كان
يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح، وإذا أمسى: (اللهم إني أعوذ بك من فجاءة الخير، وأعوذ
بك من فجاءة الشر)([69])
قلت: فما سره؟.. وكيف يستعاذ
من الخير؟
قال: من رحمة الله تعالى
بنا أنه بنى الكون على مقادير متدرجة مترتبة في مراتب متناسقة يؤدي بعضها إلى
بعض.. فالله مع قدرته العظيمة خلق السموات والأرض في ستة أيام، قال تعالى:﴿ إِنَّ
رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾
(لأعراف: 54).. ولهذا فإن الكون بهذه المراحل الست حتى وصل إلى ما وصل إليه..
وهكذا في كل الأمور.
قلت: ولكن ما خطر
المفاجأة؟
قال: الاندحار أو
الانبهار..
قلت: لم أفهم.
قال: إذا ألمت بك المصائب
دفعة واحدة من غير مقدمات اندحرت أمامها.. وقد لا