وكان يقول: (يصبح على كل
سلامى([42]) من أحدكم
صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر
بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة)([43])
وروي أن ناسا من أصحاب
رسول الله (ص) قالوا للنبي (ص): يا رسول الله ذهب أهل الدثور([44]) بالأجور،
يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل
الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل
تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة)([45])
قال آخر: سبحان الله تنزيه
لله.. ولا يعرف الله من لم ينزهه.
قال آخر: والحمد لله ثناء
على الله.. ولا يعرف الله من لم يدرك أنه لا يستحق أحد ثناء إلا الله.. فكل خير من
الله وبالله.
قال آخر: ولا إله إلا الله
توحيد الله.. ولا يعرف الله من لا يعلم أنه لا خالق ولا رازق ولا مدبر ولا حاكم
ولا معبود ولا من اكتمل له الوجود إلا الله.
قال آخر: والله أكبر.. ولا
يعرف الله من لم يعتقد أن الله أكبر من أن يدرك، وأكبر من أن يعرف، وأكبر من أن
يحاط به.. ولذلك لا تطلب همة العارف العالية إلا الله.. ومن ترك الأكبر ونزل إلى
الأصغر انحدر إلى أسفل سافلين.
قالوا ذلك، ثم انصرفوا إلى
ذكرهم يرددونه بروحانية وسمو دونها كل روحانية ودونها كل سمو.
تركناهم، وانصرفنا إلى
حلقة أخرى سمعناهم يلهجون بهذا الذكر (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر
كبيرا، والحمد لله كثيرا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله
العزيز الحكيم)، ثم يتوقفون، ويقول أحدهم: لقد جاء أعرابي إلى رسول الله (ص) فقال: علمني كلاما أقوله؟ قال: قل: (لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا
قوة إلا بالله العزيز الحكيم)،