قال آخر: وأخبر الفقراء
إلى الله الذين لا يريدون من الله إلا الله أن الله يذكرهم حالما يذكرونه، وكيفما
يذكرونه، فقال: (قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن
ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)([37])
قال آخر: وأرشد من يريد من
الأشياء عصارتها، ومن الطرق أخصرها إلى ذكر الله.. لقد جاءه رجل، فقال: يا رسول
الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: (لا يزال لسانك
رطبا من ذكر الله)([38])
قال آخر: وأرشد من يريد أن
يظفر بالخير بجميع أصنافه، وبالصلاح بجميع أنواعه، وبالحسنات بجميع أشكالها إلى
ذكر الله، فقال: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في
درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا
أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى)([39])
قال آخر: وأرشد..
أشار إلينا جعفر أن نقوم،
فقمنا، فسألته: من هؤلاء؟.. وما بالهم يجلسون هذه الجلسة، ويتحدثون هذه الأحاديث؟
قال: هؤلاء أحد اثنين:
مريد سالك يخاطب نفسه ويرغبها في ذكر الله، ويعدها بما تطلبه النفوس من أغراض..
وواصل يردد كلام حبيبه (ص) ليشرب منه بحسب
طاقته، ثم يروي المريدين.
قلت: لو أن هؤلاء انضم
إليهم ثالث لحسن الحال؟
قال: ومن الثالث؟
قلت: العامة البسطاء الذين
قست قلوبهم.. فلو أنهم سمعوا مثل هذه الأحاديث للان منهم ما كان قاسيا.
قال: كل من يجلس هذه
الحلقة يسمى عندنا مريدا.. فلولا أن الله أراده ما جلس هذا