وهكذا أخبرت النصوص واصفة
بدقة ما يحصل بعد الموت من نعيم أو عذاب.. وذكرت ما في الموقف وما في الحساب.. ثم
بعد ذلك ما في الجنة من النعيم وما في النار من العذب..
ذكرت تفاصيل كل ذلك بدقة
لا نجدها في أي كتاب مقدس..
وقد كان ذكرها لها من أدلة
يقيني بأن هذه الحقائق يستحيل أن تكون إلا من الله.. فالله الذي أرنا مصنوعاته في
الدنيا ودلائل قدرته فيها هو نفسه الذي يرينا مصنوعاته المرتبطة بالعالم الغيبي
ودلائل قدرته فيها.
وهذه الحقائق التي كان
محمد يصفها بكل دقة لم تكن مجرد حقائق ترضي الخيال والفضول.. بل كانت حقائق
إيجابية لها تأثيرها الكبير في السلوك والحياة..
لقد ورد في الحديث: أن
محمدا لقي رجلا يقال له حارثة في بعض سكك المدينة، فقال: كيف أصبحت يا حارثة قال:
أصبحت مؤمناً حقاً، فقال: إن لكل إيمان حقيقة فما حقيقة إيمانك قال: (عزفت نفسي عن
الدنيا فأظمأت نهاري وأسهرت ليلي، وكأني بعرش ربي بارزاً، وكأني بأهل الجنة في
الجنة ينعمون فيها، وكأني بأهل النار في النار يعذبون)