responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 444
من البيوت الفقيرة، ثم يضع القفة بجانب الباب، وينصرف([1216]).

وقد أثار كل ذلك عجبي.. لكن الأعجب من ذلك كله أنه بعد أن انتهى من ذلك مع اقتراب بزوغ الفجر، ارتمى في فراشه، ولم ينم إلا قليلا، ثم قام وهو فزع يقول: هل أدركنا الفجر؟

قلت: لم يؤذن المؤذن بعد.

قال: الحمد لله.. لقد خشيت أن تفوتنا صلاة الفجر في المسجد.. فقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل ذلك.

ثم قال يخاطبني: عساك نمت نوما هادئا.

قلت: الحمد لله.. لقد نمت نوما طيبا.

قال: وأنا مثلك.. نسأل الله أن يتم علينا نعمته، وأن يغفر لنا تقصيرنا في حق الليل، فقد قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورا﴾ (الفرقان:62)، نسأله ـ تعالى ـ أن يجعلنا من الذين قال فيهم:﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ (الذريات:17)

لم أخبره بما رأيت منه خشية أن أحرجه بذلك.. فقد كان يحاول ستر أحواله وأعماله، ويحاول ألا يظهر إلا بمظهر الإنسان البسيط المقصر.

في الوقت الذي قررت فيه أن أخرج من دمشق أخبرته بذلك، فقال: أرجو أن لا أكون قد قصرت في حقك.

قلت: لا.. فأنت ـ بحمد الله ـ أكرمتني غاية الكرم.

أخرج حلة كاملة من تلك الحلل التي اشتراها، وقال لي: هذه الثياب مفصلة على الثياب التي كان يلبسها رسول الله (ص).. وهي هدية مني لك.. ولكني لا آذن لك في لبسها إلا بعد أن تقتنع اقتناعا تاما بأن محمدا (ص) هو الإنسان الكامل، وهو واسطة الهداية الأكبر


[1216] اقتبسنا هذا المعنى مما ورد في سيرة علي بن الحسين زين العابدين فقد روي شيبة بن نعامة قال: كان علي بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة.. وعن محمد بن إسحاق قال: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم. فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.. وعن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز وجل.. وعن عمرو بن ثابت قال: لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سود في ظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقالوا: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.. وعن ابن عائشة قال: قال أني: سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست