قال
الصالحي: ألا يكفيكم ما ورد في القرآن الكريم في شأتها.. لقد ذكرها الله فقال:﴿
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبا﴾ (النساء:86)،
وقال تعالى:﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ
تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (النور:
61)، وقوله تعالى في شأن إبراهيم :﴿
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا
عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)﴾ (الذاريات)؟
قال
الرجل: نعرف هذا.. ونعرف أن النبي (ص)
كان يرغب في السلام ويشدد فيه.
قال
آخر: وقد حثنا هذا على البحث عن الآداب المرتبطة به.. فنحن نعرف أن الدين مبني على
الأدب.. فلا دين لمن لا أدب له.
قال
الصالحي: أول الأدب هو التعرف على الصيغة الشرعية للسلام.. فهذه الصيغة ميراث من
ميراث آدم ..
قالت
الجماعة بدهشة: من ميراث آدم .. كنا نحسبها
من ميراث محمد (ص).
قال
الصالحي: لقد روي عن النبي (ص) أنه قال: (لما خلق
الله آدم (ص) قال: اذهب فسلم على أولئك ـ نفر من الملائكة
جلوس ـ فاستمع ما يحيونك ؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم، فقالوا:
السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله)([1061])
قالوا:
فما السر في كونها من ميراث آدم ؟
قال
الصالحي: لقد أخبر الله عن خشية الملائكة من وقوع الصراع في الأرض، فلذلك شرع لآدم
السلام بتلك الكيفية ليكون السلام هو مبدأ
الإنسان لا الصراع.
قالوا:
لقد زدت في ترغيبنا فيه.. فحدثنا عن آدابه.
قال
الصالحي: أول أدب من آدب السلام التي كان رسول الله (ص)
وورثته يحرصون عليها هي إشاعة السلام وإفشاؤه.. ففي الحديث، قال رسول الله (ص) :
(يا أيها الناس، أفشوا