responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 383
قلت: فهل كان محمد (ص) يرى البعيد قريبا، ويرى في ظلام الليل الحالك؟

قال: أجل.. لقد وردت بذلك الروايات الكثيرة، فعن ابن عباس قال: (كان رسول الله (ص) يرى بالليل في الظلمة، كما يرى بالنهار في الضوء)([847])

وقد أخبر رسول الله (ص) عن ذلك، فقال: (هل ترون قبلتي ها هنا، فوالله لا يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم من وراء ظهري)([848])

وقال: (إني لأنظر إلى ما وراء ظهري كما أنظر إلى أمامي)([849])

وقال: (أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني أراكم من أمامي ومن خلفي)([850])

فهذه النصوص تفيد أن رسول الله (ص) كان له هذه الطاقة([851]).. كما كان له غيرها من الطاقات التي استدعتها الوظيفة الخطيرة التي أنيطت به.

قلت: حدثتني عن بصره، فحدثني عن سمعه.

قال: لقد ورد في النصوص المقدسة أنه (ص) كان له القدرة على سماع ما لا يسمعه الحاضرون مع سلامة حواسهم.

لقد روي أن رسول الله (ص) قال: (تسمعون ما أسمع؟) قالوا: ما نسمع من شئ قال: (إني لأرى مالا ترون، وأسمع مالا تسمعون، إني أسمع أطيط السماء([852]) وما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم)([853])

وحدث بعضهم قال: بينا النبي (ص) على بغلة له إذ حادت([854]) به، فكادت تلقيه وإذا


[847] رواه ابن عدي والبيهقي وابن عساكر عن عائشة، والبيهقي وابن عساكر عن ابن عباس.

[848] رواه البخاري ومسلم.

[849] رواه عبد الرزاق في الجامع وأبو زرعة الرازي في دلائله.

[850] رواه مسلم.

[851] حاول بعضهم تكلف سر ذلك، وهو من التكلف الممقوت، فزعم أن أنه (ص) كان له بين كتفيه عينان كسم الخياط يبصر بهما لا تحجبهما الثياب.وقال آخر: بل كانت صورهم تنطبع في حائط قبلته كما تنطبع في المرآة أمثلتهم فيها فيشاهد أفعالهم.

[852] الأطيط: صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها، أي أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت.

[853] رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي ذر، وأبو نعيم عن حكيم بن حزام.

[854] حادت: مالت عند نفارها عن سنن طريقها.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست