قال
البغدادي: إذا سلمت لي في الحجامة سلمت لي في غيرها؟
قال
الرجل: أنت تلزمني بما لا يلزم.
قال
البغدادي: بل ألزمك بما يلزم.. لأنك إذا ذكرت بأن النبي (ص)
شرع لنا العلاج بالحجامة، أو وصفها لنا كعلاج انهارت جميع المبادئ التي ذكرتها..
فاعتبرت النبي (ص) حينها طبيبا يمكن أن
يصف علاجا.
قال
الرجل: الطبيب لا يمكن أن يعرف بدواء واحد.
قال
البغدادي: لقد ذكر النبي (ص) منظومة كاملة من
العلاج ومنظومة كاملة من الوقاية.. ولكن سوء الفهم هو الذي حال بين الناس وبين
الاستفادة منها.. وهم في ذلك يظلمون أنفسهم ويحتقرون نبيهم.
قال
الرجل: كيف ذلك؟
قال
البغدادي: أما ظلمهم لأنفسهم، فهو يشبه ما ذكرت عن نفسك.. فأنت ـ بحمد الله ـ فقيه
محدث.. ولكن قومك مقصرون في الاستفادة منك، وهم يظلمون أنفسهم بذلك.
وأما
الاحتقار.. فإن هؤلاء يكادون يقولون لنبيهم من غير أن يشعروا: (أنت لست أهلا لأن
تتحدث في مثل هذه الأمور)
ارتمى
الرجل يبكي بين يدي البغدادي، وهو يقول: جزاك الله خيرا.. جزاك الله خيرا.. لقد
أنقذتني.. لقد كانت حقيقتي تقول ما تذكره.. وإن كان لساني لم يجرؤ على النطق بها.
أخذ
البغدادي بيده، وأقامه، وقال: قم يا أخي.. وهيا نتعاون جميعا.. لنبين للعالم
المتلهف أسرار الهدي الذي جاءنا به نبينا (ص)..
فهو هدي يشمل كل شيء..
صاحت
الجماعة مكبرة، فقال البغدادي: إن كان لديكم أسئلة أخرى.. فيسرني أن أجيبكم عنها،
وأن يجيبكم عنها ـ معي ـ هذا العالم الفحل الذي قدر الله أن نكتشفه اليوم.
قال
رجل من الجماعة: لقد أطلت هذه المرة في غيابك.. فبم جئتنا من جديد؟
قال
البغدادي: قبل أن أذكر لكم الجديد الذي جئت به أود أن أسأل أخي هذا عما هو في صلب
اختصاصه..
التفت
إلى الرجل، وقال: اذكر لي الحديث الذي ورد في الكمأة.
قال الرجل: لقد ورد في
حديث صحيح قوله a: (الكمأة
من المنّ، وماؤها شفاء