responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 364
سكت الرجل قليلا، ثم قال: فما تقول فيما أوردت من نصوص بشرية رسول الله (ص)؟

قال البغدادي: أما ما قرأته من قوله تعالى:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ (الكهف: 110)، فالصحيح في قراءتها:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إلي﴾ (الكهف: 110)

والصحيح في فهمها هو ما عبر عنه قوله تعالى:﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ (النجم)

وأما الأحاديث التي رويتها فالأصح في فهمها هو ما ارتبط بالظن المحض، وفي هذا يذكر النبي (ص) عادة ما يدل عليه..

قال الرجل: ألا يمكن أن تكون الأحاديث الأخرى التي وردت في النواحي الطبية مشابهة لهذا؟

قال البغدادي: يستحيل ذلك.

قال الرجل: وكيف عرفت الاستحالة؟

قال البغدادي: نصوص الأحاديث تنبئ عن الاستحالة.. ففرق كبير بين قوله (ص): (ما أظن ذلك يغني شيئا).. وبين قوله بصيغة الجزم والتأكيد: (إن في الحجم شفاء)([780])

وفرق كبير بين أن يخاطب بعض الفلاحين في حقل من الحقول.. وبين أن يخاطب الأمة جميعا في أمر يرتبط بصحتها وعافيتها بمثل ذلك الجزم والتأكيد.

ثم فوق ذلك.. فإن النبي (ص) ربط الأمر بالوحي..فقال: ( إن جبريل أخبرني أن الحجامة أنفع ما تداوى به الناس)([781])، وقال: (ما مررت ليلة أسري بي على ملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة)([782])

سكت الرجل قليلا، فقال البغدادي: أنت بين أمرين.. إما أن تكذب محمدا (ص) فيما أخبر به.. أو تخطئه وتخطئ معه جبريلا والملائكة ـ عليهم السلام ـ وتعتبرهم غاشين لا ناصحين.

وإما أن تسلم لنبيك.. ثم تحاول أن تفهمه، وترتقي للأبعاد التي تحدث عنها.

قال الرجل: قد أسلم لك في الحجامة.


[780] ) رواه مسلم.

[781] ) رواه الخطيب.

[782] ) رواه الترمذي، وقال حسن غريب، وابن ماجة.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست