responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 357
نعدوها..

قلت: والسياسة.. من ينزلها؟

قال: نحن أزهد الناس فيها.. لقد شغلنا بشر بسياسة أجسادنا.. وشغلنا الصادق بسياسة أسرارنا.. وشغلنا أويس بسياسة نفوسنا.. وشغلنا بديع الزمان بأمة نبينا.. وشغلنا المهدي بتنظم مدنيتنا.. لقد شغلنا هؤلاء وغيرهم عن جدل الساسة والسياسيين.. فتركنا لهم لعبهم يتلهون بها، وانشغلنا بنبينا وورثته.

قلت: بورك لكم هذا الانشغال.. دعني أسير معك.. فما أشوقني للقيا هذا الوارث.

سرت معه إلى مدخل المدينة، حيث اجتمع جمع كبير في انتظار قدومه..

لقد ذكرني هذا الجمع بما روي في السيرة من اجتماع أهل المدينة المنورة انتظارا لقدوم رسول الله (ص)..

لقد أعاد هذا المشهد ذلك المشهد، وأحياه في مخيلتي، بل جعلني أعيشه بكل جوارحي ولطائفي مع أني إلى ذلك المحل لم أسلم بعد..

لم يطل الانتظار.. فما هي إلا دقائق معدودة حتى قدم البغدادي في موكب حافل..

نزل من السيارة، وحيا الجمع، ثم ارتقى منصة أعدت له، وقال ـ بعد أن حمد الله، وسلم على نبيه (ص) ـ: لقد اشتقت كثيرا لرؤياكم، والحديث إليكم، وكما تعودنا.. فلن أبدأ الحديث حتى تبدؤوني بالسؤال، فليس هناك ما يحرك العالم إلى البحث مثل السؤال.. فمن لديه سؤال منكم أو مشكلة ترتبط بتخصصي، فأنا سعيد للاستماع له.

قام رجل من الجمع، ممتلئ خجلا وحياء، وقال: اعذرني ـ يا من تشرف بالإرث النبوي ـ أن أطرح عليك إشكالا أراد بعضهم أن يملأ به جوانح صدري.. وقد خشيت أن يطرحه على غيري، فيتأثر به.

قال البغدادي: أي هذا الرجل الذي طرح الإشكال، أهو بيننا أم من غير أهل هذه المدينة؟

قال الرجل: بل هو رجل بيننا ومنا.. لكنه نبت في غير هذه المدينة، وتأثر ببيئات أخرى أوحت له ما أوحت من وساوس و..

قاطعه البغدادي، وقال: لا يحق لك أن تتحدث عنه هكذا.. فلا ينبغي لمؤمن أن يتهم أحدا من الناس.

قال الرجل: ولكنه يقول عن نبينا كلاما خطيرا..

قال البغدادي: فليقل ما يشاء.. دورنا أن نستمع له، ثم نوضح له ما أشكل عليه،

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست