فقال: لقد جعلنا
هذا الهدف ليكون أعظم محفز لنا.. ألست ترى العالم كله لا يتحرك إلا بالمحفزات..
فمحفز كل واحد منا الوحيد هو أن يكون أقرب أصحابه إلى النبي (ص)..
سكت قليلا، ثم قال: لا
تحسب بأننا قد ابتدعنا هذا ابتداعا.. لقد كان لنا سلف في ذلك.. لقد قال (ص) يوما لنسائه: (أسرعكن
لحوقاً بي أطولكن يداً)، فكان نساء النبي (ص) يتذارعن بينهن ليعرف أيهن أطول يدا حتى عرفن بعد ذلك أن
مراد النبي (ص) هو
طول اليد بالنفقة([756])..
بقيت
عشرة أيام في حلب، وفي ذلك الفندق، أنتظر مجيئ الطبيب الوارث.. وقد كانت تلك
الأيام من أعظم الأيام بركة على صحتي..
لقد
حاولت أن أطبق ذلك النظام الحازم الذي تعيشه المدينة في غذائها ونومها وجميع
حركاتها.. وقد رأيت في ذلك النظام من المنافع الصحية ما لا أحتاج معه إلى أي دراسة
أو دليل أو خبير..
في
اليوم العاشر كنت في حديقة الفندق، وإذا بي أسمع جلبة، نهضت، فرأيت الكل يسرع نحو
هدف معين بلهفة وشوق.. سألت أحدهم: ما سر هذه الجلبة؟
فقال:
ألم تسمع؟..
قلت:
لو سمعت ما سألتك.
قال:
لقد جاء اليوم إمامنا وطبيبنا الوارث النبوي.. إن الكل مشتاق لرؤيته وللأحاديث
الجميلة المفيدة التي يحدثنا بها.. إنه بلسم جراحنا، وشفاء أدوائنا.
قلت:
لقد أثر فيكم هذا الطبيب كثيرا.. أرى أنه لو دخل السياسة لحصد أكثر الأصوات.
ابتسم،
وقال: دعنا من هذا اللغو.. والله لو دخل السياسة ما أخذ من هذه المدينة صوتا
واحدا.
تعجبت،
وقلت: كيف ذلك.. أتربأون به عن السياسة، أم تربأون بالسياسة عنه؟
قال:
لقد قال رسول الله (ص): (أنزلوا الناس
منازلهم)([757])..
ونحن ننزل منزلته لا