والزفير،
كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية، والى احتكاك
الأعضاء التناسلية بالفراش مما يدفع إلى الانحرافات المرتبطة بها.
ولهذا فإن رسول الله (ص) رأى رجلا مضطجعا على بطنه فقال: (إن هذه ضجعة
يبغضها الله ورسوله)([744])
وقد مر النبي (ص) على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه، فنهره،
وقال: (قم واقعد، فإنها نومة جهنمية)([745])
قلت: والنوم على الظهر؟
قال: لقد ذكر لنا الوارث
أنه يسبب التنفس الفموي، لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك
السفلي.. وهذا مخالف للصحة، فالأنف هو المهيأ للتنفس لما فيه من أشعار ومخاط
لتنقية الهواء الداخل، ولغزارة أوعيته الدموية الهيأة لتسخين الهواء.
أما التنفس من الفم، فإنه
يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد والزكام في الشتاء،كما يسبب جفاف اللثة،
ومن ثم إلى التهابها الجفافي،كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة
اللثوية.
قلت: فما مخاطر النوم على
الشق الأيسر؟
قال: لقد ذكر لنا الوارث
أن النوم على الشق الأيسر غير مقبول أيضا من الوجهة الصحية، لأن القلب حينئذ يقع
تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته، ويقلل نشاطه
وخاصة عند المسنين، كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب والكبد ـ
الذي هو أثقل الأحشاء ـ لا يكون ثابتا بل معلقا بأربطة، وهو موجود على القلب،
وعلى المعدة مما يؤخر إفراغها.
قلت: فلماذا كان النوم على
الشق الأيمن هو الوضع الصحيح؟
قال: لقد ذكر لنا الوارث
أن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى، فيكون القلب أخف حملا، وتكون الكبد مستقرة لا
معلقة، والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها، وهذا أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد
هضمه…