زيادة على هذا، فإن المعدة
الممتلئة بالطعام أكثر عرضةً للتمزق إذا تعرضت لرض خارجي من المعدة الفارغة، وقد
يتعرض المرء للموت بالنهي القلبي إذا تعرض لضرب على الشرسوف (فوق المعدة)
قلت: بورك في نصيحتك.. فهل
تريد أن تنصحني نصيحة أخرى؟
قال: لقد رأيتك أثناء شربك
تنفخ في الشراب..
قلت: وما في ذلك؟
قال: لقد نهى نبينا (ص) عن النفخ في الطعام والشراب.. وقد أخبرنا الوارث
أن سبب ذلك يعود إلى أن نفخ الرذاذ وزفره يؤدي إلى انتقال كثير من الأمراض
المعدية كالانفلونزا والقوباء وشلل الأطفال والنكاف والحصبة الألمانية والرشاح
والتهابات الحلق والعنجز والسل وغيرها من الأمراض، وخاصة الفيروسية ولذلك فإنه
ينصح بعدم النفخ والتنفس في آنية الأكل والشرب.
قلت: أيمكن أن تحدث كل هذه
العلل بسبب هذا التصرف البسيط؟
قال: ليس هناك تصرف بسيط
وتصرف عميق.. وقد يؤتى الإنسان من باب الذي يحتقره..
انصرفت إلى أكلي متأدبا
بالآداب التي علموني إياها..
بعد انتهائي من الأكل رأيت
رجلا مع ابنه على مائدة واحدة، وهو يلقنه آداب الطعام.. ويقول له: في يوم من
الأيام قعد طفل صغير على حجر رسول الله (ص)،
وكانت يده تطيش في الصفحة، فقال له رسول الله (ص): (يا
غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)([739])
قال الولد لأبيه: هل سمعت
الوارث يحدثك عن سر تخصيص اليمين بالأكل؟
قال الأب: لم أسمعه..
ولكني أحسب أن الله قد هداني إلى سر ذلك.
قال الولد: وما سره؟
قال: لقد رأيت حرص الشريعة
على الطهارة عموما، وطهارة الطعام خصوصا،