قال: من السنة أن نصلي كما
صلى، وأن نحج كما حج، وأن نذكر كما ذكر، وأن تمتلئ قلوبنا بالرحمة التي امتلأ
بها.. أما الأكل.. فليس إلا للحفاظ على طينية طيننا من أن تخرب.. وفي ذلك تختلف
الحاجات.. وتختلف الأقاليم.. وما كان الله ليضيق على عباده في ذلك.
قلت: بورك فيك، وفي تعظيمك
لنبيك، وفهمك عنه.. فأحضر لي من الطعام ما أسد به جوعي.. وليكن أحب الطعام إلى
نبيكم.
سار قليلا، ثم رجع، وقال:
اسمح لي أن أطلب منك طلبا..
قلت: اطلب ما تشاء.
قال: أرني يديك.
أريته إياهما، وأنا متعجب
من هذا الطلب العجيب.. قطع عجبي بقوله: أرجو أن تصحبني إلى الميضأة..