responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 30
وحين قال: (علمنا منوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به)

وورثة رسول الله (ص) من الفقهاء والعلماء والحكماء رددوا هذا.. فابن عباسٍ كان يقول: (ليس منا إلا ويؤخذ من قوله ويدع غير النبي (ص)) وقال يعاتب أصحابه: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله (ص) وتقولون قال أبو بكر وعمر)

وأبو حنيفة كان يقول: (إذا قلت قولاً كتاب الله يخالفه فاتركوا قولي لكتاب الله)، فقيل له: (إذا كان قول رسول الله (ص) يخالفه)، قال: (اتركوا قولي لخبر رسول الله (ص))

وقال مالك: (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه)، وقال: (ما منا إلا رادٌ ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر (ص))

وقال الشافعي: (أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله (ص) لم يكن له أن يدعها لقول أحد)، وقال: (إذا صح الحديث بما يخالف قولي فاضربوا بقولي عرض الحائط)

وقال أحمد: (من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال)، وقال: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الثوري ولا الأوزاعي وخذ من حيث أخذوا)

وغيرهم كثير.. كلهم ردد هذا وحث عليه([10]).

***

قلت: فقد صحبت هذا الرجل الفاضل إذن مدة من الزمن.

قال: أجل.. لقد كان من أعظم منن الله علي أن أنالني صحبة هذا الوارث.. لقد رأيت فيه من سمات ورثة النبوة ما جعلني كلما أذكره أذكر رسول الله (ص).. ولو لم تقف جميع الشياطين لتحول بين هذا الرجل وأمثاله والوصول إلى الناس لما احتاج الناس من يعرفهم برسول الله.. فيكفيهم ما يرونه منهم ليستدلوا على عظمة النبوة.

قلت: فحدثني عن صحبتك له.

قال: لن أقص عليك من صحبتي له إلا اليوم الأخير الذي أردت أن أودعه فيه..


[10] انظر (جامع بيان العلم وفضله) 2/ 132، و(إعلام الموقعين) 2/ 171.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست