بما
عنده فهو أجهل ما يكون([9]).. فمن
زعم أنه كما وصفت، فهو محجوب بقدر زعمه.. ألا تعلم أنه لا مستقر إلا عند ربك؟
قلت: بلى.. ولكن كيف كان
هناك ورثة إذن؟
قال: الوارث لا يعني
المورث.. الوارث سائر خلف المورث.. ومن سار خلف المورث، فلن يتخلف عن المورث.
قلت: أيمكن للشخص أن يتخلف
عن مورثه؟
قال: أجل.. إن اختار أن
يسير خلف غيره.. لقد أمر رسول الله (ص) بعض
أصحابه عندما رآه يحمل الصحيفة أن يوحد وجهته.. وقد أخبر الذين تربوا على يد رسول
الله (ص) أن رسول الله (ص) كان يفرغهم، ثم يملؤهم.
قلت: لم؟
قال: لتصح نسبتهم إلى رسول
الله.. فلا يمكن للوارث أن يرث من لم تصح نسبته إليه.
قلت: طوبى لك.. لقد ورثت
الإسلام كابرا عن كابر، فلذلك أتيح لك ما لم يتح لغيرك.
قال: الإسلام لا يورث..
وإن شئت أن أحدثك عن نفسي.. فإني لم أسمع بأن أحد آبائي كان مسلما.
تعجبت كثيرا لما قال،
وقلت: على أي دين كانوا؟
قال: لقد تقلبت بهم
الأديان كما تقلبت بهم البلدان..
قلت: وأنت؟
قال: منذ ريعان شباني كنت
أبحث عن الإنسان.. كان مطلبي الأعلى أن أتحقق بالإنسانية التي هي غاية وجودي..
قلت: على أي دين كنت؟
قال: في البدء لم أكن على
أي دين من الأديان.. وقد بدأت بأقدم الأديان أبحث فيها