قال: هو لا يسميها
أحقادا.. هو يسميها (ولاء لله)، و(براءة من أعداء الله)
قلت: فكيف تعرفت على هذا؟
قال: كان لي صديق رسام من
الدانمارك.. كان يعرفه.. وكان يتصور أنه النموذج الأكمل لمحمد (ص).. وقد ذهبت معه إلى هذا الرجل لنبحث جميعا عن
حقيقة محمد..
أما أنا، فقد كان لي من
العقل ما جعلني أنفر منه، وأعلم أن محمدا (ص) أعظم
من أن يختصر في جلبابه وسيفه.
وأما صاحبي الرسام الدانماركي،
فلم يكن له من القدرة العقلية، ولا من طاقة البحث ما يجعله يتأني، فراح يستوحي من
أحاديثه ومن مغازيه ما يشوه به جمال شمس محمد.
صحت: عرفت القصة إذن..
فالرسام الدانمركي المسكين لم يكن منبع رسوماته حقدا يكنه لرسول الله (ص).. وإنما منبعه تشويه بلغه عن رسول الله (ص).
قال: نعم.. هو كذلك..
ولكني مع ذلك لمته كثيرا.. فالحقيقة لا يمكن أن نعرفها من خلال كوة واحدة.
قلت: فبم أجابك؟
قال: لم يكن للمسكين قدرة
كبيرة على البحث في مثل هذا.. وقد زاد في حجابه سلوك المسلمين تجاهه وهدرهم لدمه..
فصار حقده مضاعفا.. بل صارت الهستريا تصيبه كلما سمع اسم محمد، أو سمع اسم الدين
الذي جاء به محمد.
قلت: فهل رأيت غير هذا
الوارث؟
قال: أجل.. رأيت رجلا هو
نقيض الرجل الأول..لم يكن ملتحيا، وكان يرتدي فوق ذلك بذلة عصرية.. ويمتطي سيارة
فارهة.. وله مكتب مكيف.
قلت: فكيف عرفت أنه وارث..
وليس فيه من المظاهر ما يربطه بمحمد (ص)؟
قال: لقد كان زعيما
سياسيا، وكان يدعو إلى تأسيس الحكومة التي يقودها محمد (ص).. فقلت لنفسي: لن يدعو أحد إلى حكومة محمد إلا إذا
كان محمديا.