قال: أجل.. لقد تصوروا
أنهم تقربوا إلى الله بسفك دمه.
قلت: أهم مسلمون؟
قال: هم مسلمون.. ولكنهم
تربوا في غير مدرسة الإسلام.. لقد حملوا أحقاد الشيوعيين والصليبيين والنازيين
والفاشيين وكل العصابات الإجرامية ليصبوها على إخوانهم من المسلمين.
قلت: فكيف نجوت أنت.. وقد
كنت صاحبه؟
قال: لقد أنجاني من سيوفهم
كوني لم أسلم بعد.. بعد أن قبضوا علي ليطعنوني بسيوفهم صحت فيهم: أنا كافر ولست
مسلما.
قلت: فكيف نجوت منهم، وقد
قلت هذا؟
قال: عمدا فعلت..
قلت: فماذا فعلوا؟
قال: لقد قرأ لهم بعضهم
قوله تعالى:﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ
كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا
يَعْلَمُونَ﴾ (التوبة:6)
فلما قرأها سقط السيف من
يد الذي أراد أن يقتلني.. ثم أسمعوني بعض القرآن.. ثم أبلغوني مأمني.
قلت: لقد أشفقوا عليك،
فكيف لم يشفقوا على جعفر؟
قال: لقد ذكرت لك أن لهم
عقولا مشوشة.. ولا يمكن للعقول المشوشة أن يصدر منها إلا التشويش.