responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 129
قلت: ما ضوابط ذلك؟

قال: ليس لذلك ضوابط محددة، ولو كانت هناك ضوابط لما اختلف الناس في هذا الباب.

قلت: فالأمر يرجع إلام؟

قال: يرجع إلى الحالة الوجدانية.. أليس الدعاء علاقة وجدانية بين الله وعبده، فقد يدفع العبد أحيانا، وبدون شعور إلى أن يسأل الله أمرا معينا، فيسأل الله، وقد لا يشعر بذلك الدافع، فيكتفي بنظر الله..

قلت: فقد اختلف الناس كذلك.. فمنهم من اعتبر الدعاء سببا، ومنهم من اعتبره أمارة؟

قال: لكل حظه من ذلك.. أما العارفون المحققون، فلم يروا في الدعاء إلا أمارة على اقتراب فضل الله عليهم.. لأنه لولا ذلك ما وفقهم للدعاء.. وهم في ذلك كالتربة لا تفهم من نزول المطر إلا ما يريده الله لها من حياة..

***

بقيت مع جعفر سنة كاملة لم أعش في حياتي مثلها.. لقد شعرت بروحي تحلق في الملأ الأعلى.. وشعرت بالكون يرتدي حلة جميلة غير الحلة التي كنت أراه بها.. وشعرت فوق ذلك بأن الله أقرب إلي من حبل الوريد..

قلت: فلماذا فارقته إذن؟

اغرورقت عيناه بدموع حاول إمساكها بشدة، ثم قال: لقد فارقني قبل أن أفارقه.

قلت: هل مات؟

قال: بل قتل..

انتفضت الجماعة قائلة: قتل..!؟.. ما ذنب المسكين!؟

قال: لقد نصب بعض الحمقى له كمينا، فقتلوه مع ابنه علي..

قلت: حتى علي.. ما ذنب الصبي؟

قال: لقد كان أولئك الحمقى يحملون عقولا مشوشة، ونفوسا مملوءة بالأحقاد، وأرواحا مدنسة بالخطايا، فلذلك تصوروه مهرطقا أو مبتدعا، فراحوا يذبون عن سنة

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست