الله من بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب الي
من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل)([210])
وفي حديث آخر، قال (ص): (من صلى الصبح في مسجد جماعة، ثم مكث حتى يسبح
سبحة الضحى، كان له كأجر حاج، ومعتمر تام له حجته وعمرته)([211])
وفي حديث آخر، قال (ص): (من صلى صلاة الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله
حتى تطلع الشمس ثم قام يركع ركعتين، انقلب بأجر حجة وعمرة) ([212])
قلت: فما سر كل هذا
الفضل؟
قال: إن الذي يبدأ يومه
بذكر الله سيمتلئ عليه يومه بالبركات..
قلت: ولكن ألا ترى أن وقتا
كثيرا يهدر بسبب هذا كان يمكن أن يستفيد الناس منه في زيادة الإنتاج؟
قال: لقد انشغل الغافلون
بزيادة الإنتاج عن زيادة الإيمان.. فلم يزدهم إنتاجهم إلا تخمة، ولم تؤد بهم
التخمة إلا إلى ضنك العيش وضيقه.
قلت: ولكن إشباع الجسد
ضرورة؟
قال: لا ينبغي للعاقل أن
يهتم بإطعام الفرس، وينسى الفارس.. للدابة طعامها، وللإنسان طعامه.
قلت: فما طعام الإنسان؟
قال: ذكر الله وعبادته
والتعرف عليه.. لهذا خلق الإنسان.. أما الأكل والشرب، فليست إلا وظائف محدودة..
لكن الغافلين اعتبروها مقصودة لذاتها.. فراحوا يشبعون أجسادهم، ويجيعون أرواحهم.
***
ظللت أياما في صحبة جعفر..
كنت أردد خلالها ما يردده من أذكار.. وكنت كل حين أسأله عن أسرارها، وعن المعارف
المرتبطة بها، وكان كل مرة يفيدني من معانيها