جهدي..
لكنكم تعرفون القوم.. لا منطق يحكمهم، ولا قوانين تضبطهم.. ولكني استفدت أشياء
كثيرة سأحولها إلى رواية أعظم من رواية الشيطان التي كان الشيطان أوحاها لي.
ابتدر أخي، فأخذ القرص،
ووضعه في القارئ، وبدأ شريط الأحداث:
ظهر سلمان في ساحة الحرية،
وهو يصيح في الجموع الكثيرة المتفرقة قائلا: هلموا.. فسأروي لكم اليوم رواية
تملؤكم سرورا.. وتملؤكم في نفس الوقت وعيا.
اقتربت الجموع منه، فقال ـ
وقد غير نبرته لتشبه نبرة الحكواتي ـ:(كان يا ما كان في قديم الزمان.. وسالف العصر
والأوان.. رجل له تسع من النسوان.. ولم يكن له هم في الحياة إلا رضاهن.. ولم يكن
له مقصد إلا العبث معهن وبهن)
قال رجل من الجمع: حسبناك
ستحدثنا عن الرجال، فإذا بك تحدثنا عن زير نساء.
قال سلمان: أتعرف من هذا
الذي أريد أن أحدثكم حديثه؟
ابتسم رجل من الجمع، وقال:
ربما تريد أن تحكي لنا قصتك.. فإن ملامح وجهك لا تدل إلا على أنك زير نساء.
ضحك الجمع، فكتم سلمان
ألما في صدره، ثم صاح بهستيرية: ربما كنت كذلك.. ولكن الذي حدثتكم عنه الآن ليس
أنا.. وإنما هو محمد.
فوجئ الجمع بتسميته
لمحمد.. فقال: نعم.. لقد كنت أحدثكم عن محمد.. ولم أكن أحدثكم بالأساطير، وإنما
كنت أحدثكم بالحقائق، وأتحدى أي رجل يكذب أن محمدا تزوج تسع نساء.. هذا عدا
السرائر.