سكت الجمع، ولم
يجدوا ما يجيبوه به، فتشجع سلمان، وراح يصيح: هل ترون رجلا مثل هذا يمكن أن يكون
نبيا.. إن مثل هذا لا يصلح لأن يكلف إدارة مدرسة ابتدائية، فكيف بإدارة أمة!؟
ثم أضاف يصيح: إن هذا عدو
للحضارة.. عدو للإنسانية.. عدو لكل الأعراف التي أقر بها البشر..
هنا اخترق حجاب الصمت صوت
الحكيم، وهو يصيح بصوته القوي الممتلئ هدوءا، يقول: أنا مسلم.. وقلبي يمتلئ محبة
لرسول الله (ص).. ولا أرى في العالم من
هو أنزه منه وأطهر.. فإن شئت أن تسمع لأجيبك، فعلت.. وإلا فلا أرى أنه يصلح أن
يجلس أحد في هذا المحل ليملي على غيره ما يريد دون أن يتيح لغيره فرصة الرد.
لم يجد سلمان إلا أن يقول
وبنبرة ممتلئة احتقارا: سأسمع لك.. ومالي لا أسمع لك.. بل ما جئت هنا إلا لأسمع لك
ولأمثالك.. فقل ما بدا لك.. ولكنك مهما قلت، فلن تستطيع
أن تنقص امرأة واحدة من زوجات محمد.
قال الحكيم: أجبني أولا:
أأنت تنكر على محمد (ص) أصل زواجه..
فتعتبره انحرافا؟
أم تنكر عليه تعديده
الزوجات.. فتعتبر تعديده للزوجات هو الانحراف لا أصل الزواج.
قال سلمان: أنا أنكر
التصرف الثاني، واعتبره منافيا للإنسانية.. بل هو البهيمية بعينها، فكيف يمكن لرجل
واحد أن يضم قطيعا من النساء لممتلكاته؟