قال: مقابل أن تمنحه لقبا معروفا بينهم يسمى لقب (الفرس)
ابتسمت، وقلت: الفارس.. يا سيدي.. لا الفرس.
قال: هو كذلك إذا أطلقه الإنجليز على الإنجليز، لكنهم إن أطلقوه على غيرهم حذفوا منها الألف شفقة منهم عليها.
قلت: فقد كانت كل أحلامه في أن يصير فرسا؟
قال: لقد تحقق له حلمه بأكثر مما كان يرتضي.
قلت: أكانت له همة أدنى من هذه الهمة؟
قال: لقد كانت همته أن يصير حمارا.. لكنهم ـ بسبب ما قدم لهم ـ احترموه، فحولوه فرسا.
قلت: فحدثني حديثه.. وكيف انتهى.
قال: لعل أول مرة في حياته يصطدم بجدار صلب هي تلك التي حصلت له في ميدان الحرية، ومع ذلك الرجل الحكيم.
قلت: فأخبرني خبره.
قال: لقد دخل في ذلك المساء ميدان الحرية بوجه غير الوجه الذي ذهب به، فابتدرته الجماعة قائلة: ما الذي فعلت!؟.. ما نسبة نجاحك!؟.. هل هناك نتائج إيجابية!؟
نظر إليهم بعينين ذليلتين وكأنه خائف على شيء أن ينزع منه، ثم قال: لقد حاولت كل