الرِّقَابِ)(محمد:4)،
فقد أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين بضرب الرقاب، وهي أقرب المناطق التي
تيسر الموت الرحيم.
وبما أن المقاتل بين أن
يقتل من يقاتله أو يأسره، فقد خص الله تعالى موضعين فقط للمقاتل، أما أولهما فضرب
الرقاب، وأما الثاني فضرب البنان الذي هو رؤوس الأصابع، وذلك لمن يريد أسره حتى لا
يبقي فيه عاهة مستديمة قال تعالى:﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ
أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ
بَنَانٍ﴾ (لأنفال:12)
التفت دوج، وقال للجمع: هل
سمعتم مثل هذا.. إن القرآن يأمر بضرب الرقاب، إنه يقول بكل قسوة:﴿:﴿ فَإِذَا
لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ ﴾ (محمد:4)
ابتسم الحكيم، وقال: وما
تريد منه أن يقول في هذا الموضع؟.. هل تريد أن يقول: فإذا لقيتم الذين كفروا
فسلموهم رقابهم.. أو تراه يقول لهم:(فانثروا الورود والرياحين في وجوههم)
إن المقام مقام شدة، ولا
يردع الشدة مثل الشدة.
لقد أدرك الشاعر الحكيم
ذلك، فقال:
ووضع
الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
وقال آخر:
والشر
إن تلقه بالخير ضقت به ذرعاً وإن تلقه بالشر ينحسم