وقد وصف الله
تعالى الذين ينقضون العهد بالخسران، فقال:﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ
مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾
(البقرة:27).. بل وصفهم بما هو أخطر من ذلك، فقال:﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ
عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ
سُوءُ الدَّارِ﴾ (الرعد:25)
ولذلك، فإن القرآن الكريم
يصف أعداء الإسلام بالخيانة، وذلك ليقرر في المؤمنين أن الخيانة ليست من أخلاقهم،
ولا من دينهم، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ
عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ﴾
(لأنفال:56)
وفي مقابل هذا أمر
المؤمنون بإتمام مدة العهد، قال تعالى:﴿ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ
أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾ (التوبة:4)
وعلى هذا الميثاق القرآني
كان النبي (ص) يربي أصحابه، وسراياه
التي كان يرسلها، وجيوشه التي كان يغزو بها، قال (ص): (لا
دين لمن لا عهد له)([596])
وقد وصف رسول الله (ص) ناقض العهد بالنفاق، قال (ص):(أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه
خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا
عاهد غدر وإذا خاصم فجر)([597])