بل إنه اعتبر خائن العهد خصما له، فقال:(من ظلم معاهدا أو
انتقصه أوكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)([598])
وأخبر عن بعض الجزاء الذي
يعانيه الغادر، فقال:(لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به)([599])
وانطلاقا من هذه النصوص،
فقد ورد الأمر بالتعامل مع كل من تربط بينهم وبين المسلمين أي علاقة أو أي ميثاق
بمقتضى ما تمليه تلك المعاهدات، ولا يجوز خيانتها بحال من الأحوال إلا إذا ظهرت من
العدو بوادر الخيانة، قال تعالى:﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً
فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾
(لأنفال:58)
وقال (ص) يؤكد ذلك ويوضحه: (من كان بينه وبين قوم عهد فلا
يحلن عقدا ولا يشدنه حتى يمضى أمده أو ينبذ إليهم على سواء)([600])
قال رجل من الجمع: حدثتنا
عن الخلق الأول، أو التشريع الأول، فحدثنا عن التشريع الثاني، أو الخلق الثاني.