أشار الحكيم إلى
سيف آخر، وقال: لا شك أن صاحبنا الفنان يشير بهذا السيف إلى غزوة بني قريظة.
قال دوج: أجل.. إن هذه
الغزوة أكبر وصمة عار في تاريخ المسلمين.. ولن تستطيع مهما حاولت أن تغسل هذه
الوصمة.
قال الحكيم: اصبر علي..
فما كان لك أن تستعجل الحكم قبل أن تسمع القضية ومواطن الاحتمال فيها.. لنرى ما
يقول العقل والمنطق والحكمة.
لقد وقعت هذه الغزوة
مباشرة بعد غزوة أحد([584]) وكانت
متوجهة لبني قريظة([585])، لا
شك أنكم تعلمون جريمتهم الكبرى التي فعلوها في غزوة الأحزاب.. لقد كان مصير
الإسلام والمسلمين بين أيديهم، ولولا ما قدره الله من الفتنة بينهم ما بقيت
للمسلمين باقية.. لقد كانوا بمثابة الباب الذي فتح على حصن المسلمين..
ولذلك ما إن انصرف رسول
الله (ص) من الخندق ودخل المدينة
هو وأصحابه ووضعوا السلاح.. وجاء وقت الظهيرة حتى أتى جبريل رسول الله (ص)
معتجراً بعمامة من استبرق على بغلة عليها رحالة عليها قطيفة من ديباج، فقال: أوَقد
وضعت السلاح يا رسول الله؟ قال:(نعم)، فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد،
وما رجعت الآن إلا من طلب القوم إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني
قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم.