responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 578
بئر معونة.. فإن كان يقصده، فهو من أكبر الأدلة على نجاعة الأسلوب الذي اختار رسول الله (ص) أن يتعامل به مع أولئك الأجلاف الغلاظ.

في ذلك الشهر نفسه الذي وقعت فيه مأساة الرَّجِيع وقعت مأساة بئر مَعُونة.. وهي مأساة أشد وأفظع من الأولى.

وقد بدأت هذه المأساة عندما قدم أبا براء عامر بن مالك المدعو بمُلاَعِب الأسِنَّة على رسول الله (ص) المدينة، فدعاه إلى الإسلام، فلم يسلم، ولم يبعد، فقال ‌:‌ يا رسول الله، لو بعثت أصحابك إلى أهل نَجْد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبوهم، فقال‌:‌ ‌(‌إني أخاف عليهم أهل نجد‌)‌، فقال أبو براء ‌:‌ أنا جَارٌ لهم، فبعث معه نفرا كثيرا من أصحابه([579])، فساروا يحتطبون بالنهار، يشترون به الطعام لأهل الصفة، ويتدارسون القرآن ويصلون بالليل، حتى نزلوا بئر معونة، فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان أخا أم سليم بكتاب رسول الله (ص) إلى عامر بن الطُّفَيْل، فلم ينظر فيه، وأمر رجلاً فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم، قال حرام ‌:‌ الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة‌.‌

ثم استنفر هذا الرجل الماكر لفوره بني عامر إلى قتال الباقين، فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سليم، فأجابته عُصَيَّة ورِعْل وذَكَوان، فجاءوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله (ص)، فقاتلوا حتى قتلوا ‌.‌

وقد تألم النبي (ص) لأجل هذا الغدر ألما شديدا حتى دعا على هذه القبائل التي قامت بالغدر والفتك في أصحابه، فعن أنس قال ‌:‌ دعا النبي (ص) على الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ثلاثين


[579]كانوا أربعين رجلاً في قول ابن إسحاق، وفي الصحيح أنهم كانوا سبعين.

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست