يسلموهم لكفار قريش، ويأخذوا في مقابلتهم أجراً
لعلمهم أنه لا شيء أحب إلى قريش من أن يأتوا بأحد من أصحاب محمد (ص) يمثلون به ويقتلونه بمن قُتل منهم ببدر وأُحد،
فأبوا أن يقبلوا منهم.
فأما مرثد وخالد بن
البكير وعاصم بن ثابت فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهداً، وقاتلوا حتى قُتلوا.
وأما زيد وخبيب وعبد الله
بن طارق فلانوا ورقوا، فأعطوا بأيديهم فأسروهم، ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها
حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق، ثم أخذ واستأخر عنه القوم فرموه
بالحجارة حتى قتلوه، وأما خبيب بن عدي وزيد بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة
فباعوهما.
وكان شراؤهما في ذي
القعدة، فحبسوهما حتى خرجت الأشهر الحرام، فقتلوا زيداً، وأما خبيب فقد مكث أسيراً
حتى خرجت الأشهر الحرام ثم أجمعوا على قتله.. ولما خرجوا به من الحرم ليقتلوه قال:
ذروني أصلِّ ركعتين، فتركوه فصلى ركعتين، ثم قال خبيب: لولا أن يقولوا جزعَ لزدت،
وما أبالي على أي شِقَّي كان لله مصرعي ثم قال:
وذلك
في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم أخذ يدعو عليهم قائلا:(اللهم
أحصهم عدداً وخذهم بدداً)، ثم خرج به أبو سروعة بن الحارث فضربه فقتله