أشار الحكيم إلى سيف آخر،
وقال: لعل هذا السيف يشير إلى غزوة بني النضير.. فإن كان يشير إليه، فسأحدثكم
عنها.
هذه مواجهة أخرى بين رسول
الله (ص) وبين اليهود..
لاشك أنكم تعلمون مقدار
الحقد الذي كان يحمله اليهود للمسلمين.. ولكنهم لضعفهم لم يكن لهم وسيلة يحققون
بها أحقادهم سوى المؤامرات والدسائس..
وشاء الله أن يكون ما حصل
في أحد سببا من أسباب طمعهم في المسلمين.. وشاء الله كذلك أن لا يبقى في جوار رسول
الله (ص) هؤلاء الخادعون.
بدأت قصة هذه الغزوة عندما
خرج إليهم رسول الله (ص) في نفر من
أصحابه، طالبا منهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية
الضَّمْرِي ـ وكان ذلك واجبا عليهم حسب بنود المعاهدة ـ فقالوا : نفعل يا أبا
القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك.
فجلس رسول الله (ص) إلى جنب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا،
وجلس معه طائفة من أصحابه.
وخلا اليهود بعضهم إلى
بعض، فتآمروا بقتله a، وقالوا: أيكم
يأخذ هذه الرحي، ويصعد فيلقيها على رأسه يشدخه بها؟ فقال عمرو بن جحاش:
أنا، فقال لهم سَلاَّم بن مِشْكَم: