أشار الحكيم إلى سيف آخر،
ثم قال: لعل صديقنا الفنان يشير بهذا السيف إلى سرية أبي سلمة..
سكت دوج، فقال الحكيم: لقد
كان من آثار النصر الخفي الذي وهبه الله للمؤمنين في أحد أن أبرز الحاقدون للإسلام
عن أنيابهم.. وكان منهم بنو أسد بن خزيمة.. وكان لذلك إرسال هذه السرية.
لقد نقلت استخبارات
المدينة لرسول الله (ص) أن طلحة وسلمة
ابني خويلد يدعون بني أسد بن خزيمة إلى حرب رسول الله (ص).
فسارع رسول الله (ص) إلى بعث سرية قوامها مائة وخمسون مقاتلاً من
المهاجرين والأنصار، وأمر عليهم أبا سلمة، وعقد له لواء، فباغت أبو سلمة بني أسد
بن خزيمة في ديارهم قبل أن يقوموا بغارتهم، فتشتتوا في الأمر، وأصاب المسلمون إبلا
وشاء لهم فاستاقوها، وعادوا إلى المدينة
[576] هو من كبار الصحابة
المغمورين، وقد أجمعت الأمة على جلالته وصحبته، وممّا كتبه الإمام الرضا للمأمون في
محض الإسلام، وشرائع الدين: والذين مضوا على منهاج نبيّهم (ص)، ولم يغيّروا ولم يبدلوا، مثل: سلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري، والمقداد
بن الأسود، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف..
(عيون أخبار الرضا، باب 35، ج2، ص134)