responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 574
وقال‌:‌ إن أصبت فمالى لمحمد،‌ يصنع فيه ما شاء، ثم غدا فقاتل حتى قتل‌.‌فقال رسول الله (ص) ‌:‌ ‌(‌مُخَيرِيق خير يهود‌)‌

بعد هذه المواقف النبيلة من الجرحى والشهداء أشرف رسول الله (ص) على الشهداء فقال‌:‌ ‌(‌أنا شهيد على هؤلاء، إنه ما من جريح يُجْرَح في الله إلا والله يبعثه يوم القيامة، يَدْمَي جُرْحُه، اللون لون الدم، والريح ريح المِسْك‌)‌

سكت قليلا، ثم قال: بعد كل هذه المواقف النبيلة انصرف رسول الله (ص) راجعاً إلى المدينة، وفي الطريق مر بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها بأحد، فلما نعوا لها قالت‌:‌ فما فعل رسول الله (ص) ‌؟‌ قالوا‌:‌ خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت‌:‌ أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها حتى إذا رأته قالت‌:‌ كل مصيبة بعدك جَلَلٌ.

وجاءت إليه أم سعد بن معاذ تعدو، وسعد آخذ بلجام فرسه، فقال‌:‌ يا رسول الله، أمي، فقال‌:‌ ‌(‌مرحباً بها‌)‌، ووقف لها، فلما دنت عزاها بابنها عمرو بن معاذ،‌ فقالت‌:‌ أما إذ رأيتك سالماً فقد اشتويت المصيبة ـ أي استقللتها ـ ثم دعا لأهل من قتل بأحد، وقال‌:‌ ‌(‌يا أم سعد، أبشري وبشري أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعاً، وقد شفعوا في أهلهم جميعاً‌)‌.‌ قالت‌:‌ رضينا يا رسول الله، ومن يبكي عليهم بعد هذا‌؟‌ ثم قالت‌:‌ يا رسول الله، ادع لمن خلفوا منهم، فقال‌:‌ ‌(‌اللهم أذهب حزن قلوبهم، واجبر مصيبتهم، وأحسن الخَلفَ على من خُلِّفُوا‌)‌

وعندما عاد رسول الله a في مساء ذلك اليوم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة، فقال‌:‌ ‌(‌اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله لقد صدقني اليوم‌)‌، وناولها على بن أبي طالب سيفه، فقال‌:‌ وهذا أيضاً فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله a ‌:‌ ‌(‌لئن كنت

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 574
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست