ألا تعتبرون ذلك
في عرفكم خيانة عظمى ليس لها من عقوبة إلا القتل؟.. ولكن رسول الله (ص) لم يقتل أحدا بهذا السبب وكان في إمكانه أن يفعل؟
قالت الجماعة: حدثنا عن
المعركة.. كيف بدأت؟.. وإلام انتهت؟.. وكيف زعمت انتصار المسلمين فيها؟
قال الحكيم: لما تجمع
المسلمون للخروج، رأى الرسول جماعة من اليهود يريدون أن يخرجوا مع عبد الله بن أبي
بن سلول ـ قبل انسحابه بجيشه ـ للخروج مع المسلمين، فقال الرسول: (أو قد أسلموا؟)
قالوا: لا يا رسول الله، قال: (مروهم فليرجعوا؛ فإنا لا نستعين بالمشركين على
المشركين)
قال دوج: فهي حرب دينية
إذن.
ابتسم الحكيم، وقال: إن
أردت بالدينية أنها تحكم القيم الدينية، فذلك صحيح، فقيم الحرب الدينية في الإسلام
تختلف عنها في اليهودية … أما إن
أردت بالدينية الحرب التي تسعى لنشر الدين، فأنت تعلم، وكل الناس يعلمون أن النبي (ص) في هذه الغزوة لم يخرج إلا مكرها للدفاع عن
المجتمع الذي أسسه.
سكت قليلا، ثم التفت إلى
الجمع، وراح يواصل حديثه عن أحداث غزوة أحد، قال: في منتصف الطريق انخذل عن
المسلمين عبد الله بن أبي بن سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين ـ كما ذكرت لكم ذلك
من قبل ـ فبقي عدد المسلمين سبعمائة رجل فحسب، ثم مضى الرسول a حتى وصل إلى ساحة أحد، فجعل ظهره للجبل ووجهه
للمشركين، وصف الجيش، وجعل على كل فرقة منه قائدا، واختار خمسين من الرماة، ليحموا
ظهر المسلمين من التفاف المشركين وراءهم،