responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 564
وقال لهم: (احموا ظهورنا، لا يأتونا من خلفنا، وارشقوهم بالنبل؛ فإن الخيل لا تقوم على النبل، إنا لا نزال غالبين ماثبتم مكانكم، اللهم إني أشهدك عليهم)

ثم ابتدأ القتال، وكان النصر الكامل حليف المسلمين في البداية.. لكن بعض المسلمين اغتروا بذلك، فراحوا ينغمسون في أخذ الغنائم التي وجدوها في معسكر المشركين، ورأى ذلك من وراءهم من الرماة، والذين كلفوا بحماية ظهر المسلمين، فقالوا: ماذا نفعل وقد نصر الله رسوله؟ ثم فكروا في ترك أمكنتهم لينالهم نصيب من الغنائم، فذكرهم رئيسهم بوصية الرسول (ص)، فأجابوا بأن الحرب قد انتهت، ولا حاجة للبقاء حيث هم.

قال دوج مقاطعا الحكيم: أرأيتم المسلمين، وشوقهم للغنائم؟

قال الحكيم: المسلمون بشر.. وفيهم من شهوات البشر وحرصهم ما فيه، ودور الدين هو أن يضبطهم ويربيهم لا أن يقمعهم أو يقمع ما جبلوا عليه من فطرة.

وقد كان هذا الحدث على الخصوص من تقدير الله الذي يرتبط بتربية المسلمين في كل الأجيال عبر تربيته لذلك الجيل.

لقد رأى خالد، وكان قائد ميمنة المشركين خلو ظهر المسلمين من الرماة، فكرَّ عليهم من خلفهم، فما شعر المسلمون إلا والسيوف تناوشهم من هنا وهناك، فاضطرب حبلهم، واختلفوا فرقا بحسب ما لكل منهم من نضج في الإيمان والسلوك، فقد كانت هذه الغزوة ـ بتقدير الله محكا لذلك ـ:

فمنهم طائفة لم تهمها إلا نفسها، حيث أخذت طريق الفرار، وتركت ساحة القتال، وهي لا تدري ماذا وراءها، وفر من هذه الطائفة بعضهم إلى المدينة حتى دخلها، وانطلق بعضهم إلى

نام کتاب : النبي المعصوم نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست