قال: ألم تر الجميع من الأصدقاء والأتباع يمتلئون
إعجابا بحرية الفكر التي أتاحها الإسلام، فاجتذب أصحاب العقول والأذواق.. واجتمع
في حبه الأدباء والشعراء والفلاسفة والعلماء وأهل الدين وأهل الدنيا؟
قلت: بلى .. قد سمعت الكثير ممن يذكر ذلك، ويفخر به
على الكنيسة التي طوقت العقول بأغلالها.
قال: فقد انتدب بعض الحمقى ليحولوا من المسجد
كنيسة لا ترسل المحبة.. بل ترسل الحرمان والتضليل والتبديع والتكفير..
قلت: أعرف هذا.. وأتألم له.. فالحب الذي ربط قلوب
الأمة أجيالا طويلة تحول إلى بغضاء.. والإسلام الذي اتسع للجميع ضاق على أتباعه،
فصار ـ في منطق هؤلاء ـ يرفض كل من لم يلغ عقله وقلبه ومشاعره.
قال: فقد نجحوا في هذا أيضا.
قلت: فاضرب لي مثالا آخر.
قال: ألم تر إلى أولئك الأدباء الذين لهجوا بحب
محمد a.. فراحوا يتغنون به آناء
الليل وأطراف النهار.. وراح كل عندليب يغرد أشعارهم.. ويملأ القلوب أشواقا تمحي كل
ظلمة،