قلت: هذا النجاشي، وهو إمام المهتدين من الخاصة،
وقد علمت أن رسول الله (ص) صلى عليه الجنازة
لما مات.. فحدثني خبر هرقل.
قال: أما هرقل، فقد حجب المسكين بملكه عن الإسلام،
وقد حدث بخبره أبو سفيان ـ الذي كان زعيم أعداء رسول الله (ص) ـ فذكر أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا
تجارا بالشأم، في المدة التي كان رسول الله (ص) ماد
فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه، وحوله عظماء
الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه
نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسبا، فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه
فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل عن هذا الرجل، فإن كذبني
فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه.
ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه
فيكم؟قلت: هو فينا ذو نسب.
قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟قلت: لا.
قال: فهل كان من آبائه من ملك؟قلت: لا.
قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل
ضعفاؤهم.