وعند موسى بن عقبة: من نظر إلى هؤلاء نظرة تؤذيهم
فقد غرم.
ثم قال: ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها فو
الله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في
فأطيعهم فيه، فخرجا من عنده مقبوحين مردود عليهما ما جاءا به.
ثم إن الحبشة اجتمعت فقالت للنجاشي: إنك فارقت
ديننا ـ وخرجوا عليه ـ فأرسل إلى جعفر وأصحابه فهيأ لهم سفنا وقال: اركبوا فيها
وكونوا كما أنتم فإن هزمت فامضوا حتى تلحقوا حيث شئتم، وإن ظفرت فاثبتوا.
ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه: هو يشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبده ورسوله وروحه، وكلمته ألقاها إلى مريم
ثم جعله في قبائه عند المنكب الأيمن وخرج إلى الحبشة وصفوا له صفين فقال: يا معشر
الحبشة ألست أحق الناس بكم؟ قالوا: بلى.
قال: فكيف رأيتم سيرتي فيكم؟قالوا: خير سيرة؟قال:
فما لكم؟قالوا: فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد، هو ابن الله.
فقال النجاشي ـ ووضع يده على صدره على قبائه ـ: هو يشهد
أن عيسى ابن مريم لم يزد على