برسالة محدودة تمضي مع مضي عهدها ولا بأمة خاصة
يلائمها ولا يلائم سواها. وكل ما يراد به الدوام، ينبغي أن يوافق كل جيل ويصلح لكل
أوان)([519])
وتحدثت عن دور القرآن في إشاعة القيم الفاضلة،
فقالت: (إنه من الضروري لإدراك عمل القرآن من حيث هو كتاب ديني وكتاب اجتماعي أن
ندرك صدق المسلم حين يؤكد أن القرآن يمكن أن يظل أساسًا لإدراك الحكم المعقدة التي
تعالج مشكلات المجتمع الحديث. فإن النبي يرى أن القرآن هو حلقة الاتصال بين الإله
في كماله الإلهي وبين خليقته التي يتجلى فيها بفيوضه الربانية وآيتها الكبرى
الإنسان. وإن واجب الإنسان أن يعمل بمشيئة الله للتنسيق بين العالم الإلهي وبين
عالم الخلق والشهادة، وخير ما يدرك به هذا المطلب أن تتولاه جماعة إنسانية تتحرى
أعمق الأوامر الإلهية وألزمها وهي أوامر العدل للجميع والرحمة بالضعيف والرفق
والإحسان. وتلك هي الوسائل التي يضعها الله في يد الإنسان لتحقيق نجاته، فهو ثم
مسؤول عن أعماله ومسؤول كذلك عن مصيره)([520])
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (آدم متز) ([521])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا رجل فاضل من أهل بلدنا، وله شهادات طيبة ترتبط
بالجانب الحضاري
[519] الإسلام والعصر
الحديث، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 19.
[520] الإسلام
والعصر الحديث، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام، ص 19.
[521] آدم متز
(1869-1917) (ص).
تخرج من جامعات ألمانيا، وعين أستاذًا للغات السامية، في جامعة بازل بسويسرا، وقد
تخصص بالأدب العربي في العصر العباسي. من آثاره: (أبو القاسم وتقاليد بغداد في
عصره) (1902)، (نهضة الإسلام في القرن الرابع الهجري) (1922)، وقد ترجم إلى
العربية بعنوان: (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري).