من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (واشنجتون ايرفنج) ([470])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا مستشرق أمريكي، له آثار ترتبط بالإسلام والحضارة
الإسلامية، وله فيها شهادات صدق يستحق عليها كل التقدير.
فقد تحدث عن شمولية القرآن وهيمنته على سائر الكتب
المقدسة، فقال: (كانت التوراة في يوم ما هي مرشد الإنسان وأساس سلوكه. حتى إذا ظهر
المسيح اتبع المسيحيون تعاليم الإنجيل، ثم حلَّ القرآن مكانهما، فقد كان القرآن
أكثر شمولاً وتفصيلاً من الكتابين السابقين، كما صحح القرآن ما قد أدخل على هذين
الكتابين من تغيير وتبديل. حوى القرآن كل شيء، وحوى جميع القوانين، إذ إنه خاتم
الكتب السماوية)([471])
وتحدث عن القيم النبيلة التي جاء بها القرآن، فقال:
(يدعو القرآن إلى الرحمة والصفاء وإلى مذاهب أخلاقية سامية)([472])
وتحدث عن رسول الله (ص).. بل اعتبره خاتم النبيين، فقال: (كان محمد خاتم
النبيين وأعظم
[470] مستشرق
أمريكي، أولى اهتمامًا كبيرًا لتاريخ المسلمين في الأندلس. من آثاره: (سيرة النبي
العربي) مذيلة بخاتمة لقواعد الإسلام ومصادرها الدينية (1849)، و(فتح غرناطة)
(1859)، وغيرها.