ويقول: (أتى محمد بالقرآن دليلاً على صدق رسالته،
وهو لا يزال إلى يومنا هذا سرًّا من الأسرار التي تعذر فك طلاسمها ولن يسبر غور
هذا السر المكنون إلا من يصدق بأنه منزل من الله)([320])
ويتحدث عن مواضع الاتفاق بين القرآن والكتاب
المقدس، ويفسره التفسير الصحيح([321])، فيقول: (قد نرى تشابهًا بين القرآن
والتوراة في بعض المواضع، إلا أن سببه ميسور المعرفة.. إذا لاحظنا أن القرآن جاء
ليتممها، كما أن النبي خاتم الأنبياء والمرسلين)([322])
وفي موضع آخر يعلل ذلك الاتفاق بقوله: (إن دين
الأنبياء كان كله واحدًا فهم متحدون في المذهب منذ آدم إلى محمد وقد نزلت ثلاثة
كتب سماوية وهي الزبور والتوراة والقرآن. والقرآن بالنسبة إلى التوراة كالتوراة
بالنسبة إلى الزبور وإن محمدًا بالنظر إلى عيسى كعيسى بالنظر إلى موسى، ولكن الأمر
الذي تهم معرفته هو أن القرآن آخر كتاب سماوي ينزل للناس وصاحبه خاتم الرسل فلا
كتاب بعد القرآن ولا نبي بعد محمد ولن تجد بعده لكلمات الله تبديلاً. إذا تقرر هذا
لم يعد هنالك وجه للاستغراب من وجود بعض التشابه بين القرآن والتوراة، فمحمد كعيسى