responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 522
كاستري)([317])، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا الرجل من من أكثر المستشرقين إنصافاً للاسلام، وله في هذا كتاب سماه (الاسلام خواطر وسوانح)، وقد ذكر في هذا الكتاب غايته من تأليفه، فقال: (إن غاية ما يرمى إليه هو إطلاع مواطنيه على صورة صحيحة للأسلام حتى يحاطوا بأصدق المعلومات عن العقيدة التي يعتنقها بعض رعاياهم في القارة الافريقية، مما يسهل لهم التفاهم معهم والسيطرة عليهم)

وقد ذكر في مقدمته الظروف التي دعته الى تأليفه، فقال: (ذات يوم عندما كنت ضابطاً في الجيش الفرنسي بالجزائر خرجت أجوب الصحراء في ولاية وهران وخلفي ثلاثون من الفرسان العرب.. وعندما حان وقت الصلاة، ترجلوا عن جيادهم واصطفوا لأداء صلاة العصر جماعة.. وجعلتُ أشاهد حركات المصلين وأسمعهم يكررون بصوت مرتفع الله أكبر، الله أكبر، فكان هذا الاسم الإلهي يأخذ من ذهني مأخذًا لم يوجده فيه درس الموحدين ومطالعة كتب المتكلمين.. وكنت أشعر بأنهم في صلاتهم تلك أرفع مني مقامًا وأعزّ نفسًا.. وهم يكررون إلى ربهم صلوات خاشعة تصدر عن قلوب ملئت صدقًا وإيمانًا.. فأحسست أنني منجذب بحلاوة الإسلام كأنني أول مرة شاهدت في الصحراء قومًا يعبدون خالق الأكوان)([318])

وقد وصف شعوره ـ عندما أضطر أن يتنحى جانباً حتى يفرغوا من أداء صلاتهم ـ فقال: (كنت أود لو أن الارض انشقت فابتلعتني، وجعلت أشاهد البرانس العريضة تنثني وتنفرج


[317] الكونت هنري دي كاستري (1850-1927)، مقدم في الجيش الفرنسي، قضى في الشمال الأفريقي ردحًا من الزمن. من آثاره: (مصادر غير منشورة عن تاريخ المغرب) (1950)، (الأشراف السعديون) (1921)، (رحلة هولندي إلى المغرب) (1926)، وغيرهما.

[318] الإسلام: خواطر وسوانح، ص 2 – 3.

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست