ولهذا، فهو يشهد بأن الإسلام لم ينتشر بالقوة على
عكس ما يذكر المغرضون، فيقول: (إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن، فقد ترك
العرب المغلوبين أحرارًا في أديانهم، فإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام النصرانية
الإسلام واتخذوا العربية لغة لهم فذلك لما رأوا من عدل العرب الغالبين ما لم يروا
مثله من سادتهم السابقين، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم يعرفوها من
قبل)([276])
ويتحدث عن علاقة الإسلام بالعلم مقارنة بغيره من الديانات،
فيقول: (الإسلام من أكثر الأديان ملاءمة لاكتشافات العلم، ومن أعظمها تهذيبًا
للنفوس وحملاً على العدل والإحسان والتسامح)([277])
ويتحدث عن الأخوة التي أشاعها الإسلام بين الشعوب
المختلفة، فيقول: (ليس المسلمون أجانب في نظر بعضهم إلى بعض مهما اختلفت الشعوب
التي ينتسبون إليها، ولا فرق في دار الإسلام بين الصيني المسلم والعربي المسلم في
التمتع بجميع الحقوق، وبهذا تختلف الحقوق الإسلامية عن الحقوق الأوروبية اختلافًا
أساسيًا)([278])
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (مارسيل بوازار)، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا مفكر وقانوني فرنسي
معاصر، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا لمسألة العلاقات