وهو يتحدث عن القابلية التي يتمتع بها الإسلام،
بحيث تجعل الكل مقبلا عليه، فيقول: (الإسلام يعدّ من أشد الأديان تأثيرًا في
الناس، وهو مع مماثلته لأكثر الأديان في الأمر بالعدل والإحسان والصلاة.. إلخ،
يعلّم هذه الأمور بسهولة يستمرئها الجميع، وهو يعرف، فضلاً عن ذلك، أن يصبّ في
النفوس إيمانًا ثابتًا لا تزعزعه الشبهات)([273])
ويتحدث عن أسرار تلك القابلية، فيقول: (تأثير دين
محمد في النفوس أعظم من تأثير أي دين آخر، ولا تزال الأعراف المختلفة التي اتخذت
القرآن مرشدًا لها تعمل بأحكامه كما كانت تفعل منذ ثلاثة عشر قرنًا)([274])
ويقول: (ساعد وضوح الإسلام البالغ وما أمر به من
العدل والإحسان كل المساعدة على انتشاره في العالم، ونفسر بهذه المزايا سبب اعتناق
كثير من الشعوب النصرانية للإسلام، كالمصريين الذين كانوا نصارى أيام حكم قياصرة
القسطنطينية فأصبحوا مسلمين حين عرفوا أصول الإسلام، كما نفسر السبب في عدم تنصّر
أي أمة بعد أن رضيت بالإسلام دينًا، سواء أكانت هذه الأمة غالبة أم مغلوبة)([275])