قال: قوم امتلأوا بحب الإسلام، فلم يدعوا مناسبة
يثنون بها عليه إلا فعلوا.. وهؤلاء أرى أن نكل أمرهم إلى الله.. فقد يكونون من
المسلمين الذي كتموا إسلامهم، فلذلك يستحقون منا كل الاحترام.
قلت: صدقت.. فما الصنف الثاني؟
قال: قوم مذبذبون.. فمرة يغلبهم الصدق، فينطقون
بالحق، شعروا أو لم يشعروا.. ومرة يحنون إلى حياتهم وأقوامهم ومذاهبهم، فينطقون
بالباطل.
قلت: فهؤلاء أعداء وليسوا أصدقاء.
قال: لا.. هؤلاء أصدقاء في الحق الذي نطقوا به، ألم
تقرأ قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾(النساء:40)،
وقوله تعالى:﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (الزلزلة:7)
قلت: ولكن الله تعالى قال:﴿ وَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8)