قال: أجل.. ولكن على عجل.. فلم يكن له من الوقت ما
يحادثني فيه.
قلت: فما قال لك؟
قال: لقد أجابني عن سؤالي عن سبب إسلامه: (أردت أن
أعتصم بنص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلم أجد بعد دراسة عميقة، سوى
القرآن).. وقال لي: (لقد ابتعدت أوربة عن طريق الله فغرقت في الانحلال والدمار الخلقي
والإلحاد، ولولا علماء الإسلام لظل الغربيون يتخبطون في دياجير الجهل والظلام)
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (جان مونرو)، فسألت الغريب عنه، فقال: هذا اسم أستاذ الأدب الإنجليزي في
الجامعة الامريكية ببيروت، والذي درس في جامعات (نورث كارولينا) و(لندن)
و(تورنتو)، ووضع خمسة عشر كتاباً معظمها يدور حول المواضع التي يدرسها، فضلاً عن
أنه كتب حول موضوعات متنوعة تتعلق بالحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في
منطقة الشرق الأوسط، وآخر كتبه هو (التجارة والإسلام في منطقة الشرق الأوسط)
وقد عاش بين المسلمين في لبنان عشرين عاماً بحكم
عمله رئيساً لقسم الأدب الإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت.. عرف في أثنائها
طبيعة وسلوك المسلمين، وتبين له خطأ التصوّر الذي كان يحمله معه عند ذهابه إلى
لبنان، فقد كان يسيطر على مخيلته بعض الأضاليل والافتراءات على الإسلام والمسلمين،
والتي كانت منتشرة بصورة كبيرة في الغرب، مثال ذلك أن الحرب