responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 431
بانطباع مُخالف لما يُقال حول المسلمين.. وكان هذا هو أوّل لقاء لي مع المسلمين. ثمّ مرّت سنوات وسنوات في حياة حافلة بالأسفار والدراسات، وكان مع مرور الزّمن تتفتّح عيوني على آفاق عجيبة وجديدة.

ورغم تطوافي الواسع في دنيا الله، واستمتاعي بمشاهدة روائع الآثار في آسيا الصغرى وسوريا، وتعلّمي اللّغات العديدة وقراءاتي لآلاف الصفحات من كتب العلماء، رغم كلّ ذلك فقد ظلّت روحي ظمأى.

سكت قليلا يسترجع ذكرياته، ثم قال: أثناء وجودي في الهند، وفي ذات ليلة رأيت ـ فيما يرى النائم ـ كأنّ محمّداً رسول الله (ص) يخاطبني بصوت عطوف: لماذا الحيرة؟ إنّ الطريق المستقيم أمامك مأمون ممهّد مثل سطح الأرض، سرْ بخطى ثابتة وبقوّة الإيمان.. وفي يوم الجمعة التالية، وقع الحدث العظيم في مسجد الجمعة في دلهيّ.. حينما أشهرت إسلامي على رؤوس الأشهاد..

ابتسم، وقال: كان التأثّر والحماس يعمّان المكان، ولا أستطيع أن أتذكّر ماذا كان في ذلك الحين.. وقف الناس أمامي يتلقّفونني بالأحضان، كم من مسكين مجهد نظر إليَّ في ضراعة، يسألني الدعوات، ويريد تقبيل رأسي، فابتهلتُ إلى الله أن لا يدع هذه النفوس البريئة تنظر إليِّ وكأنِّي أرفع منها قدراً، فما أنا إلاّ حشرة من بين حشرات الأرض، أو تائه جادّ في البحث عن النور، لا حول لي ولا قوة، مثل غيري من المخلوقات التعيسة.. لقد خجلتُ أمام أنّات وآمال هؤلاء الناس الطيِّبين.. وفي اليوم التالي وما يليه كان الناس يفدون عليَّ في جماعات لتهنئتي، ونالني من محبّتهم وعواطفهم ما يكفيني زاداً مدى حياتي.

ومن أقواله التي قد تدلك على سر اعتناقه للإسلام قوله: (حَبّب لي الإسلام أنه دين الطهر

نام کتاب : قلوب مع محمد نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست