قال: لم يكن الوليد إلا وليدا مع هؤلاء.. أما
هؤلاء، فهم الذين فكروا ودبروا، ثم راحوا يتلاعبون بإنسانية الإنسانية ويحولونها
إلى أسفل سافلين.
قلت: عرفت خبر هؤلاء مع ضيوف آخرين.. فحدثني أنت عن
خبر الذين قال فيهم الله تعالى:﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً
وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ) (آل عمران:191)
من الأسماء التي رأيتها في دفتر الغريب في هذا
الفصل اسم (عبدالكريم جرمانيوس)([178])،
فسألت الغريب عنه، فقال: هذا عالم من علماء المجر الكبار، وصفه العقاد بأنه (عشرة
علماء في واحد)
وقد وُلد في بودابست، وتعلّم اللّغات الغربيّة:
اليونانيّة، والّلاتينيّة، الإنجليزيّة، والفرنسيّة، والإيطاليّة، والمجريّة، ومن
اللّغات الشرقيّة: الفارسيّة والأورديّة، وأتقن العربيّة والتركيّة على أستاذيه:
فامبيري، وغولد زيهر اللّذين ورث عنهما ولَعهما بالشرق الإسلاميّ، ثمّ تابع
دراستهما بعد عام 1905م في جامعتي استانبول وفينّا. وصنّف كتاباً بالألمانيّة عن
الأدب العثمانيّ (1906)، وآخر عن تاريخ أصناف الأتراك في القرن السابع عشر، فنال
عليه جائزة مكّنته من قضاء فترة
[178] انظر: مقالة
عنه من كتاب الإسلام والغرب، الوجه الآخر – حسن السعيد.