قال: العبرة بالفكر الصادق.. لا بأي فكر.
قلت: ماذا تعني؟
قال: هناك من يفكر كما يفكر الشياطين.
قلت: تقصد أنه يستعمل عقله في الغواية والإضلال؟
قال: ويستعمله في الخداع والتمويه وتزييف الحقائق.
قلت: وهل يمكن للعقل أن يؤدي هذا الدور الرذيل؟
قال: العقل آلة مطيعة لصاحبها.. وهي تتحرك بتحركه، وتسكن بسكونه.
قلت: لقد ذكرتني بقوله تعالى إخبارا عن هذا النوع من المفكرين:﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)﴾(المدثر)